بتاريخ 4/4/2011
أول ما لاحظته بعد قيام الثورة هو ازالة اسم الرئيس السابق حسنى مبارك من جميع مشاريع إسكان الشباب ، كما كانوا يطلقون عليها .
كان من أكثر المشاريع غرابةً هو مشروع " إبنى بيتك " ، و الذى وجدت علاقة بينه و بين إنعدام الأراء و إختفائها عند الشباب . على حسب معلوماتى فإن هذا المشروع يقوم على تسليم بعض الأراضى للشباب بأسعار رخيصة ( من وجهة نظر من يسلمها ) ، ثم يطالبوك بالبناء خلال فترة محددة ، بل يسلموك ايضاً كمية من الحديد هدية لتشجيعك على العمل و البناء . و لكن هذا كله لم يكن إلا جر رجل !!! فكيف يطالبونك بالبناء و الحديد غالٍ و مواد البناء بأسعار الذهب . فمن وجهة نظرى الشخصية هذا لم يكن لمساعدة الشباب ، بل لنحل وبر الشباب !!! .
لكن هذا المشروع جعلنى أعتقد أن اسلوب جر الرجل !! هو سياسة عامة . فهذا ما حدث أيضاً عندما ظهر مصطلح المواطنة ، و شعورنا بأن نهضة حرية الرأى قادمة. ما قام به النظام السابق هو ابشع من ذلك ، فلقد إستطاعوا أن يصيبونا بشلل فكرى و ثقافى . كانوا يجعلوك تعتقد إننا نعيش فعلياً فى زمن الحريات ، و يشجعوك أن تقول رأيك ، و لكن عند لحظة الإفصاح عن رأيك صراحةً فيعتبروك قليل الأدب !!! و يخبروك بأنك تجاوزت جميع الخطوط الحمراء ، بل و يأتوا أيضاً بمؤيدين لما يقولوا . فى النهاية يصيبوك بحالة من الذهول و التى قد تتحول الى الجنون ، و يجعلوك تشعر فى النهاية أنك الوحيد المتشائم و الوحيد الذى لم يحترم الحرية التى حصل عليها ( قليل الأدب يعنى !! ) . و بذلك إن لم يسكتوك خجلاً ، فسوف يسكتوك جبراً .
لكن مع تلك البداية الجديدة يجب أن نكون أيضاً مثل تلك البداية ، يجب علينا ان نبنى أرائنا على أُسس جديدة بيضاء . فلقد عرفنا شعار " انا اُفكر إذن أنا موجود " ، لكن شعارنا الجديد يجب أن يكون " أنا لى رأى ... إذن أنا موجود " و مشروعنا القومى فى تلك المرحلة هو " إبنى رأيك " .
و من وجهة نظرى الشخصية يجب أن يمر المشروع بعدة مراحل و هى كالأتى :
أولاً مرحلة البناء :
الرأى هو تفكير أو وجهة نظر تجاه شيئاً ما ( شخص ، موقف ، ... إلخ ). و للتسهيل فى التوضيح سوف أختار التعديلات الدستورية على سبيل المثال .
عندما نبدأ فى بناء الرأى ، سنحتاج لتلك الخطوات ...
1- جمع المعلومات الكافية المتعلقة بالدستور و التعديلات على قدر المستطاع.
2- التأثر بالأراء المحيطة ، لكن عن إقتناع .
3- الإستفادة من خبرات سابقة.
4- الإعتماد و الأخذ فى الإعتبار بإحساسنا تجاه ما نكونه ، فلا يجب أن نُكون رأى إحساسنا ليس معه ، و إلا سيكون رأياً هشاً .
فى النهاية بعد المرور بتلك الخطوات ، سنستطيع ان نُكون رأى تجاه تلك التعديلات و ليس بالضرورة أن يكون هذا الرأى صحيحاً ، لكن الأهم ان يكون عن إقتناع .
ثانياً الحفاظ على ما تم بناءه :
بعد عملية البناء سوف يظهر رأينا فى النور ، و سوف يتعرض بالتأكيد إلى إنتقادات عنيفة !!! ... لكن لا يجب أن يؤثر هذا على رأينا ، فلو إهتز ما بنيناه فذلك يدل على ان هناك خلل فى الأساسات . فى نفس الوقت لا يجب أن نتمسك برأينا لمجرد التمسك به ، او لأننا لا نقبل مجرد النقد ، فذلك يدل أيضاً على ضعف ما بنيناه - حتى إن كان صحيحاً – خوفاً من سقوطه و ظهور عيوبه . فيجب أن نعطى أنفسنا فرصة للتفكير فى الرأى الأخر و ما يحمله من إنتقادات إلىَّ ، فهذا يدعم و يقوى رأينا و لا يضعفه . يجب أن نعطى انفسنا الفرصة لإستخدام مصطلحات جديدة مثل ( اسف ، انا كنت غلطان ، انت كلامك صح ، انت اقنعتنى !!! ) .
فى النهاية يجب ان نبدأ فى هذا المشروع من الأن ، و يجب أن نقتنع بما نبنيه و نحترم الأراء الأخرى .... فهذا ما أُسميه فعلاً مشروع المستقبل ( مشروع الثورة لتحرير الشباب ) .