اندرو سمير يكتب " العلاقة بين الإسهال و الفساد "


بتاريخ 28/3/2011

أذكر عندما ذهبت مع أبى لإستخراج رخصة القيادة من مرور بين السرايات و كأنه الأمس . أكثر ما 
.أذكره تحديداً هو المبلغ الذى دفعته فى ذلك اليوم
و كان من ضمن الأختبارات طبعاً إختبار القيادة !!! و الغريب أن واسطة الخير ( اللى اخذ الفلوس ) - أكثر الله من أمثاله – أخبرنى أنى لا أحتاج إلا أن أقود للامام خطوتين و للخلف خطوتين ، فأخبرته اننى أستطيع ان أقوم بذلك ، لكن ابى اعترض و قال ( انا مش عايزه يعمل حاجة ) ، فأستغربت و أخبرته مرة أخرى انى استطيع ان أقوم بذلك ، و لكنه أصر.
ما أريد ان أوضحه من تلك القصة، انه الأن و بنسبة أعتقد أنها تعدت ال80% أن طباع الناس قد تغيرت إلى ما هو أسوأ من الفساد. لقد اُصيب الناس بالإسهال المميت !!! ...اسف قصدت الأستسهال ...للأسف لقد اُصبنا بإسهال من الإستسهال ... ذلك الإستسهال لا يصيبنا فقط بالفساد ، بل هناك ما هو أخطر من ذلك . الأستسهال هو محاولة اكتشاف طريقة ما - مهما كانت – لتعويض الجهد و التعب المبذول فى بعض الأعمال و المواقف ، و ينتج عن ذلك التعويض راحة جسدية و فكرية مؤقتة. عواقب ذلك المرض كثيرة و لا أستطيع ان أحصرها كلها ، لكن أخطرها فى تلك الفترة هو الإنتاج و العمل . لقد تعود الناس على الكسل فى العمل و الانتاج ، و هذا ما اضر بشدة الإنتاج القومى ، انا اعترف ان هناك أسباب كثيرة أخرى جوهرية لم تُحصّنا ضد ذلك المرض و هى أسباب ليست فى ايدينا و لكنها كانت فى أيادى أشخاص أخرون ، و لكنى أتحدث عما هو فى ايدينا و أسهل فى التغيير. فى علم النفس يقولون أن من يستطيع أن يتحكم فى غرائزه و شهواته فهو أقوى ممن يفتل عضلاته و يقوى جسده ، و اعترف أن ذلك سيحتاج للتعب و الجهد و تفضيلهم على الراحة الجسدية ، و لكن أهناك ما هو احلى من ان نحصل على نتيجةً ما عن تعب ؟؟؟!!!!

و أخيراً يأتى فى النهاية دور التوعية ، و بما أن الناس الأن لا يستمع عقلها للنصائح إلا إن كانت مُغلفة فى إطار الدين ، إذن فأستناداً للديانات السماوية فلا أعتقد أن هناك ما يدعو فى أى ديانة إلى التكاسل فيما نقوم به مهما كان . فبما أن العمل هو ما يجب التركيز عليه  فى تلك المرحلة هو العمل ، فالقرآن الكريم ذكر أن العمل عبادة ، و الإنجيل أقر أن من لا يعمل لا يأكل أيضاً . إذن إن رأيت من يحاول ان يُخفى اسهاله ... عفواً!!! اقصد إستسهاله تحت عباءة التدين ، فأعتقد انك تستطيع أن تشتمه ( و ممكن بالأب و الأم ) و أعتقد انه فى تلك الحالة سوف يرفع عنك الله ذنبك . و اخيراً علينا قبل ان نطالب بالتغيير ، ان نغير من انفسنا ... فنحن من نزرع الفساد !!!

Copyright © 2012 راديو جاهينTemplate by : UrangkuraiPowered by Blogger.Please upgrade to a Modern Browser.